بازدید امروز : 18
بازدید دیروز : 0
العدو الصهیونی والوهم القاتل
حمید حلمی زادة
5/4/2012
توحی العلاقات الإنسانیة بنتیجة طبیعیة وهی انتشار الثقة والتفاهم والإحترام المتبادل فی المجتمع البشری، وهی اصل من اصول استقرار السلام والأمن فی المنظومة الدولیة.
بید أن (اسرائیل) وهی الکیان الغاصب المزروع فی قلب العالم الإسلامی، تناقض جمیع القیم الإنسانیة والقوانین العالمیة، کونها مصدراً: للأزمات والتوترات والفتن فی المنطقة، وقد حظیت – ولا تزال – بدعم امیرکی اوروبی استکباری، دفعها الى الإستهتار بکل المعاهدات والقرارات والأعراف الدولیة طیلة العقود السبعة الماضیة، وهو ما جعلها تتجرأ بالعدوان والإجتیاحات والتهدید والوعید على معظم البلدان العربیة والإسلامیة.
لکن اسرائیل هذه منیت فی تموز 2006 بشر هزیمة على ایدی ابطال المقاومة الإسلامیة الباسلة فی لبنان، وفی وقائع غاراتها الجویة والصاروخیة على أهلنا الفلسطینیین فی قطاع غزة عام 2008، عندما تصدى لها المجاهدون الصامدون هناک لغطرستها وأذاقوها مرارة الهروب والمهانة، ولم یشفع لها (لواء جولانی) الرهیب فی تحقیق أیة إنجازات میدانیة بغیة إرغام المقاومین والشعب الفلسطینی المحاصر على الإستسلام.
وفیما تحاول (الدولة العبریة) ومنذ اکثر من 6 سنوات تعویض خیبتها وفضیحتها وتدهور معنویات الصهاینة من افرادها جیشاً ومستوطنین، وبینما هی غارقة فی دوامة الإنهیار والفشل، یطلع علینا زعماؤها وهم مجرمو حرب بامتیاز بین فترة وأخرى بتهدیدات ومواقف أشبه ما تکون بمفرقعات لعب الأطفال، یحاولون بها خلق معادلة مزیفة للرعب، ویوهمون بها الرأی العام العالمی بأن الجمهوریة الإسلامیة، هی فی مرمى النیران الإسرائیلیة فی أی لحظة؟!
ویبدو أن إصطفاف الأنظمة الطائفیة العمیلة مع المشروع الغربی - الصهیونی لتفجیر الأوضاع فی سوریة وهی من اهم حلقات جبهة المقاومة والممانعة للإحتلال الإسرائیلی فی الشرق الأوسط، فتح شهیة تل ابیب على تصعید ماکنتها الدعائیة وحربها النفسیة والتلویح بضربات مفاجئة للمنشآت النوویة السلمیة فی ایران، وکأن الجمهوریة الإسلامیة، جزیرة عائمة فی جوف المحیط، أو قریة مقطوعة عن العالم ولم یبق من الأقویاء أحد سوى (اسرائیل)، (حتى تجعلها فی خبر کان).
المثیر للسخریة فی هذا المضمار ما تتناقله وسائل الإعلام عن (مساع امیرکیة من أجل ایجاد تسویة مع الکیان الصهیونی بشأن ایران، ابتغاء احتواء طهران عبر القنوات الدبلوماسیة فقط بعیداً عن قرع طبول الحرب).
من الواضح أن السلوکیات والسیاسات الأمیرکیة والإسرائیلیة القائمة، تعطی صورة واضحة عن تخبط هذا الثنائی فی الوصول الى هدف إخافة طهران وإخضاعها، فضلاً عن تقویض مخطط (ایران فوبیا) باعتبار أن المواقف الرسالیة الحازمة للجمهوریة الإسلامیة،لم تلجم التهدیدات الغربیة - الصهیونیة فحسب، بل حددت أیضاً أسلوب التعامل الذی یتعین على أدعیاء الغطرسة والإستکبار، إلتزامه حینما یریدون أن یخاطبوا طهران.
فالثابت أن الأمن الصهیونی الذی تزلزل ببساطة أیام حرب الـ 33 یوماً بواسطة میلیشیا حزب الله عام 2006، هو فی مهب الریح امام عظمة القدرات الإسلامیة الإیرانیة، وبالتالی فإن منظومة القوة العسکریة الإسرائیلیة التی أوهمت العرب والمسلمین عشرات السنین بأسطورة (الجیش الذی لا یقهر)، سوف تبید عن آخرها وبسرعة إذا ما فکرت (تل ابیب) فی ارتکاب أیة حماقة ضد طهران.
ولا شک فی أن تقییم النتائج والمعطیات التی أفرزتها حرب تموز 2006 على لبنان، وعدوان 2008 على قطاع غزة، یعزز الإعتقاد بأن العدو الصهیونی أتفه من أن یقدم على إستفزاز الجمهوریة الإسلامیة، إلا إذا کان یرید الإسراع فی تحقیق نبوءة زواله من الوجود.
ومثلما تقف ایران طوداً شامخاً بوجه محاولات النیل منها او التعرض لها، فإنها تقف أیضاً بالمرصاد للمؤامرة الغربیة - الإسرائیلیة - الخلیجیة الرامیة الى تدمیر سوریة، وهی لن تدخر وسعاً للدفاع عن هذه القلعة المقاومة وحمایة شعبها المؤمن المجاهد من التمزیق والفتن السوداء
اشتراک